بعد أكثر من عام على "طوفان الأقصى"، فشلت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها. لم تتمكن من القضاء على حماس، ولم تُحرر أسراها، كما تكبد جيشها الهزيمة. ما فعلته فقط هو تدمير الحجر وقتل النساء والأطفال، فكشفت عورتها أمام العالم وأظهرت حقيقتها الاستعمارية القبيحة.
اتبعت إسرائيل سياسة اغتيال قادة المقاومة بهدف إضعافها، فاغتالت زعيم حماس إسماعيل هنية، ثم زعيم حزب الله حسن نصر الله، ويحيى السنوار بعد ذلك. ولكن، انقلب السحر على الساحر، حيث ازدادت المقاومة شراسةً، وتصاعدت عملياتها العسكرية حتى وصلت إلى منزل نتنياهو نفسه. ومع ذلك، فإن نجاحات المقاومة تتطلب دعماً مستمراً من الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، حتى لا تصل نيران التدمير الإسرائيلية إلى كل بلد عربي. فهل هذا الدعم موجود؟
لمناقشة ذلك وتداعياته، اجتمع 18 رئيس حزب وقيادة سياسية في مقر التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة بالقاهرة خلال ندوته في أكتوبر تحت عنوان: "استشهاد حسن نصر الله.. على طريق القدس حتى التحرير، ودعماً لغزة وفلسطين بعد عام على طوفان الأقصى."
null
يحيى غدار: "إما أن يدخل العرب في الحساب أو يسقطوا من كل حساب"
في بداية الندوة، تحدث الدكتور يحيى غدار، الأمين العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، عبر الهاتف من لبنان، وقال إنه في فجر يوم 7 أكتوبر قبل سنة، حققت كتائب القسام في غزة عملية جريئة إعجازية دشنت عصرًا عربيًا وإسلاميًا جديدًا واعدًا. وأجهز أبطال القسام على سمعة "جيش لا يُقهر"، وقهروا دولة تفرض سرديتها وكذبتها التاريخية وتمارس البلطجة والعدوانية. وأضاف أن غزة والقسام كسرا عنجهية إسرائيل وأعادا فلسطين إلى الواجهة كقضية أساسية تسهم في إعادة هيكلة العالم ونظامه. وأكد غدار أن على كل عربي أن يتحمل مسؤوليته التاريخية، فإما أن يدخل في الحساب أو يسقط من كل حساب. وأضاف قائلاً: "عاشت الأمة والمقاومة، والنصر قريب بإذن الله."
null
جمال زهران: "الكيان الصهيوني ينهار وفي طريقه للزوال"
أشار الدكتور جمال زهران، الأمين العام المساعد للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، إلى أن الأشقاء في لبنان قد قدموا اقتراحين لقادة العمل السياسي المدني في مصر لدعم القضية الفلسطينية والمقاومة. الأول هو إطلاق حركة شعبية لجمع التبرعات وتقديم المساعدات بالتنسيق مع الدولة، والثاني إنشاء مستشفى باسم مصر في بيروت يديره أطباء مصريون. وأضاف أن إعلان اغتيال حسن نصر الله جاء في يوم رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، مما يرمز إلى استمرار المقاومة. وأوضح زهران أن إسرائيل تواجه انهيارًا اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، وأن استمرار المقاومة ودعمها سيؤدي إلى انتصار قريب.
null
غازي فخري: "الكيان الصهيوني هو العدو الرئيسي لأمتنا"
أشار غازي فخري، القيادي الفلسطيني، إلى أن حسن نصر الله كان على دراية تامة بأعداء الأمة منذ توليه قيادة حزب الله في عام 1992. وقد خلق من الحزب قوة تُحارب القوى الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني. وأكد أن شعوب الأمة العربية أدركت أن المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد لمواجهة القوى الاستعمارية، وأن الجميع يجب أن يقف مع محور المقاومة.
أحمد شعبان: "إبراهيم عيسى طابور خامس هدفه تشويه الوعي"
قال المهندس أحمد شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن شهداء المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وأبرزهم حسن نصر الله وإسماعيل هنية ويحيى السنوار، هم نماذج للتضحية من أجل تحرير الأوطان. وأضاف أن تحرير أي دولة يتطلب تضحيات كبيرة، مستشهدًا بالنموذج الجزائري والفيتنامي. وأكد أن هناك فئة من الناس مثل إبراهيم عيسى يسعون إلى تشويه الوعي وإهانة المقاومة في لحظة حرجة.
ياسر أبو سيدو: "الشهيد المصري مصطفى حافظ أسس أول مجموعة فلسطينية مسلحة ضد الصهاينة"
أكد ياسر أبو سيدو، القيادي الفلسطيني، أن فلسطين هي أرض مباركة اجتمعت عليها كل الأديان. وأشار إلى أن العديد من المصريين استشهدوا من أجل فلسطين، وأبرزهم مصطفى حافظ، الذي أسس أول مجموعة مسلحة من الفلسطينيين لمواجهة الصهاينة.
كريمة الحفناوي: "لبنان بصمود مقاومتها تُولد من جديد"
أكدت الدكتورة كريمة الحفناوي، القيادية في الحزب الاشتراكي المصري، أن المقاومة ليست مجرد شخص بل هي مؤسسة، وأن صمود المقاومة في لبنان يؤكد أن البلاد ستولد من جديد، خالية من الطائفية والمذهبية.
محمد حسن خليل: "المقاومة أدت إلى تناقص عدد سكان الكيان الصهيوني"
أوضح الدكتور محمد حسن خليل أن صمود المقاومة أدى إلى تناقص عدد سكان إسرائيل، وأن إسرائيل تواجه خطرًا وجوديًا بسبب تراجع عدد السكان اليهود الذين يهاجرون إليها، إضافة إلى تزايد تفكك المجتمع الإسرائيلي بفعل المقاومة.
سيد الطوخي: "الشعوب لا تستسلم وتقاوم"
أكد سيد الطوخي، رئيس حزب الكرامة، أن الشعوب لا تستسلم وتقاوم دائمًا، وأن استشهاد القيادات مثل حسن نصر الله ويحيى السنوار وإسماعيل هنية دليل على استمرار المقاومة وقوتها.
زهدي الشامي: "المقاومة حق للشعوب المحتلة وليست إرهابًا"
أكد زهدي الشامي أن المقاومة المسلحة هي حق للشعوب المحتلة، وليست إرهابًا، وأن معركة "طوفان الأقصى" تستلهم دروسًا من حرب أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على توجيه ضربات مؤلمة للكيان الصهيوني.